مع ظهور فايروس كورونا في معظم أنحاء سوريا، اضطرّت الإدارة الذاتية، كغيرها من المناطق، لاتخاذ إجراءاتٍ احترازية منعاً من تفشّي الوباء، ولعل أشدّ تلك الإجراءات على الصحة النفسية والجسمانية، تلك المُتعلّقة بحظر التجوال لفتراتٍ تجاوزت بعض الأحيان عدة أسابيع، ما أجبر السكان على التزام منازلهم، وبالتالي التسبّب بزيادةٍ في السُّمنة وظهور أعراض البدانة لدى الكثير من المحظورين داخل البيوت.
يقول المدرب الرياضي “روبيرت شمعون” من مدينة “ديرك” خلال حديث لـ (شار): «من المؤكد أن الحجر المنزلي، أثّر بشكلٍ كبير على زيادة أوزان الأشخاص، لسببين أساسيين؛ أولهما الجلوس في المنزل فترةً طويلة، أدى إلى عدم حرق السعرات الداخلة إلى الجسم الذي تحوّل إلى شبه مستودع للطعام، والسبب الثاني؛ هو عدم الانتظام في تناول الوجبات الرئيسية المعتادة، ما تسبّب بخللٍ في إفراز الهرمونات ومعدلات الحرق الطبيعية في الجسم (الأيض)».
الشاب “محمد عيسى”30 عاماً، من مدينة قامشلو، لا يعاني من أيِّ أمراضٍ مزمنة، لكنه كان يتبع نظاماً غذائياً وفق أسلوبٍ منتظم؛ سواء بممارسة التمارين الرياضية أو تناول الغذاء الصحي، لكن بعد إعلان حظر التجوال وإغلاق الأندية الرياضية، اختل نظامه المُتّبع؛ بسبب قلة الحركة.
كما أن الحجر المنزلي، أجبَرَ “عيسى” لتناول أطعمةٍ تحتوي على سعرات حرارية عالية، مثل الخبز والمقالي والأطعمة التي تحتوي على دهون؛ بدلاً من صدر الدجاج والتونة وغيرها من الأطعمة الصحية، ونتيجةً لاختلال نظامه الغذائي والحركي بنسبة 90 في المئة، ازداد وزنه نحو ثلاثة كيلو غرامات خلال 50 يوماً من حظر التجوال، ولم يقتصر تأثير الحجر على صحته الجسدية فحسب؛ بل أثّر على حالته النفسية وبات سريع الانفعال مع أفراد عائلته، بحسب ما يؤكّده الشاب الثلاثيني خلال حديثه لـ (شار).
«زيادة عدد ساعات البقاء في المنزل، خلقت لدينا جواً من الملل، وصار اللجوء للمطبخ وسيلةً لقضاء الوقت»، تقول “منال أحمد” من مدينة “ديرك”، إذ لم يختلف حالها عن حال غيرها من النسوة اللاتي انعكس البقاء الطويل داخل المنزل، على صحتهن الجسمانية ولياقتهن البدنية.
علاوةً على قلّة الحركة نتيجة الحظر، فإن “منال أحمد” تعاني من اضطرابٍ في الغدة النخامية التي تعمل على زيادة الوزن، حيث زاد وزنها خلال فترة الحجر المنزلي أكثر من خمسة كيلو جرامات، ما أدخلها في حالةٍ نفسيةٍ سيئة للغاية، بحسب تعبيرها.

حلولٌ مختلفة لإنقاص الوزن.. والصالاتُ الرياضية بعيدةُ المنال!
باتت إعادة فتح الصالات الرياضية، ضرورةً ملحة للمُهتمين بصحتهم الجسمانية، خاصةً وأن فترات الحظر الطويلة؛ شكّلت لدى الكثير منهم خوفاً يهدد لياقتهم البدنية مع زيادة كمية الدهون والكوليسترول في أجسامهم.
فبعد أن أعلنت الإدارة الذاتية عن انتهاء حظر التجول في 16 يونيو حزيران الماضي، كان لا بدّ من إيجاد حلولٍ للتخلص من كميات الوزن الزائدة، البعض لم يعطِ الأمر أهمية، في حين لجأ آخرون إلى ممارسة التمارين الرياضية في صالات اللياقة البدنية رغم ارتفاع أجورها، بينما فضّل البعض ممارسة رياضة المشي وعدم تحمّل نفقاتٍ مالية إضافية عن تكاليف المعيشية اليومية.
الخوف من انتقال الفايروس المُستجد خلال ارتياد الصالات الرياضية، كان سبباً لعزوف الكثير عن التسجيل فيها، لكن يبدو أن الجانب المادي كان سبباً آخر لتناقص عدد مرتادي تلك الصالات المغلقة.
يقول المدرب الرياضي “روبيرت شمعون”: «أرقام المسجلين في صالتي الرياضية، ليست ثابتة»، ويعود السبب، بحسب “شمعون” «إلى العامل النفسي تجاه الرياضة، وهو مرتبط بالخوف من جائحة كورونا».
«كنت من بين عشرات النساء ممن يرتدن صالةً رياضية للياقة البدنية، لكن انخفض العدد إلى النصف تقريباً، رغم عودة فتح الصالات مع رفع حظر التجوال، أعتقد أن الجانب المالي؛ كان سبباً رئيساً لعزوف هاتيك النسوة عن المجيء بسبب ارتفاع رسوم التسجيل»، تقول “منال أحمد”.
أما الشاب “محمد عيسى” فكان العودة إلى ممارسة الرياضة في صالةٍ للياقة البدنية، الحلّ الأفضل للتخلص من وزنه الزائد، رغم أنه بدأ مؤخّراً بممارسة تمارين بسيطة في المنزل، مثل المشي وركوب الدراجة والحبل إضافة إلى الصعود والنزول على الدرج.
«تلك التمارين، لها فائدة في حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد، لا توجد سوى هذه الطريقة، هي عملية حسابية بسيطة لنوعية وكمية الطعام مع ممارسة تمارين الكارديو»، يقول “عيسى”.
بالطريقة ذاتها، تحاول “كاترين عمر” من مدينة “ديرك”، الحفاظ على صحتها البدنية، فهي تمارس رياضة المشي بشكلٍ يومي نحو ساعتين، وتقول: «رياضة المشي، أهم من التسجيل في نادٍ رياضي بالنسبة إليّ».
حظرٌ جديد ومخاوفٌ من زيادة الوزن
في 29 يوليو تموز 2020، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا عن فرض حظر تجوال جديد، مدة 10 أيام، بدءاً من أول أيام عيد الأضحى، وكان من ضمن بنود القرار، «منع التجمعات وإغلاق الصالات الرياضية»، وذلك عقب تسجيل هيئة الصحة 8 إصابات بالفايروس التاجي، إضافة إلى عزل 88 حالة مخالطة في ذاك الوقت.
القرار الجديد، كان سبباً في خشية “ندى إبراهيم” 18 عاماً، المنحدرة من مدينة “ديرك”، من زيادة وزنها، لذلك كانت مضطرّة لاتّباع نظامٍ غذائي وممارسة تمارينٍ بسيطة في المنزل، بعد أن «تسببت فترة الحظر الأولى في زيادة وزني نحو ثلاث كيلو جرامات، وكان له تأثيرٌ سلبي على حالتي النفسية»، تقول “إبراهيم”.
السُّمنة تزيد من المخاطر الصحيّة:
ثمّة صلة بين الوزن الزائد والسُّمنة وبين نسبة الوفيات في العالم، إذ أن فرط السُّمنة، يتسبب بوفاة ما لا يقل عن 2.8 مليون نسمة كل عام، حسب تقريرٍ صادر عن منظمة الصحة العالمية في أيار مايو 2017.
وذكرت المنظمة الدولية ضمن تقريرٍ نشرته في حزيران يونيو 2016، أن السُّمنة تتسبب بأمراض القلب والأوعية الدموية (النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المقام الأول)، كما تزيد خطر الإصابة بداء السكري إضافة إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية، فضلاً عن بعض أنواع مرض السرطان (سرطان الغشاء المبطن للرحم، الثدي، المبيض، وسرطان البروستاتا، المرارة، الكلى وسرطان القولون).
في وقتٍ، حذّر خبراءٌ في هيئة الصحة العامة الإيطالية، من أن الوزن الزائد يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة، قد تصل إلى الوفاة إذا كان الشخص مصاباً بفايروس كورونا.
21 replies on “البدانة وفقدان اللياقة البدنية.. أعراض مرافقة لفترات الحجر”
… [Trackback]
[…] Read More on on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Find More Information here on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Find More on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Here you can find 13935 additional Info on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] There you will find 71587 additional Information to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] There you will find 50095 more Information to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Find More on to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Find More on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Here you will find 1073 additional Information on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More on on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Info here on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Info to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Info here on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Info here to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Information here to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Info here to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] There you can find 29711 additional Info to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Read More Info here on that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Info to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
… [Trackback]
[…] Information to that Topic: shar-magazine.com/arabic/2020/08/البدانة-وفقدان-اللياقة-البدنية-أعراض/ […]
Comments are closed.